يشيع في يومنا الحاضر استخدام روبوتات المحادثة في مختلف المجالات كالتعليم، وخدمة العملاء، والرعاية الصحية وغيرها. وتُعرف روبوتات المحادثة بالواجهات التخاطبية، وهي أدواتٌ قائمةُ على الذكاء الاصطناعي لمحاكاة التواصل البشري الصوتي أو المكتوب، سواءً عبر مواقع الويب أو تطبيقات الهواتف المحمولة. وتصاعدت مؤخراً الأصوات المطالبة بتفعيلها في مجال الصحة العقلية، نظراً لنقص مقدّمي هذه الخدمة على مستوى العالم مقارنةً بزيادة الطلب عليها.

تعمل روبوتات المحادثة الخاصة بالصحة العقلية وفقاً لقواعد تعلّم الآلة، ومعالجة اللغة الطبيعية، وتتطلّب إمكاناتٍ متقدّمة من تحليل السياق والمشاعر، حيث تتطلب المعالجة العقلية فهماً دقيقاً لتعقيد اللغة المرتبط بالأزمات العقلية للتعرّف على الأعراض والاستجابة المناسبة لها. وتعمل روبوتات الدردشة القائمة على الصوت على ترجمة الصوت من كلامٍ إلى نص والعكس، وتحليله باعتبار العوامل المختلفة مثل اللهجة، الصوت المحيط، الانفعالات، ونبرات الصوت.

في هذه الفرصة ستطوّر نظاماً للمحادثة الفورية مع من يحتاجون الخدمات الصحية العقلية، عبر توظيف خوارزميات تعلّم الآلة ومعالجة اللغة الطبيعية الداعمة للغة العربية. ويمكن لروبوتات المحادثة أن تقدّم معلوماتٍ فورية لتوافرها على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع وتعزيزها بخدمة إخفاء الهوية، حيث وُجد أن هذه الميزة تشجع المستخدمين على الكشف عن معلوماتٍ وتفاصيلٍ أكثر مما يفعلونه مع المعالج البشري، مما ينعكس على جودة الاستجابة واتساق الإرشاد السلوكي المعرفي مع الحالة. وبتقديم قاعدةٍ واسعة من البيانات وتوظيفٍ سليمٍ لخوارزميات الذكاء الاصطناعي، ستساعد روبوتات المحادثة المستخدمين على إدارة صحتهم العقلية على نحوٍ أفضل.